الياس عبده قدسي؛ ولد بدمشق سنة 1850 للميلاد، وأخذ مبادئ العلوم في المدرسة البطريركية بدمشق متلقياَ فيها أصل العربية واليونانية، ثم تابع دراسته في عينطورا في لبنان وقد كانت هذه من أشهر المدارس الثانوية الخاصة، فأتقن فيها الفرنسية. وبعد ذلك غادر إلى أثينا، فدرس في جامعتها على مدى ست سنوات منتهياً منها بشهادة (الليسانس) في اللغة اليونانية القديمة والحديثة وفي الفلسفة. وتعلّم مبادئ الإيطالية والإنكليزية والتركية. وعاد إلى دمشق في العام 1872 فتولّى في هذه العودة نيابة شؤون القنصليات اليونانية والبرتغالية والبلجيكية والهولندية، وبقي على النحو حتى العام الميلادي 1888 ليغدو قنصلاً لليونان ثم وكيلاً للنمسا والمجر وقنصلاً للبرتغال وظل كذلك حتى ما قبل وفاته بمدة زمنية قصيرة.
تعيّن قدسي عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق وقام بتأسيس الجمعيّة العلمية التاريخية فيها سنة 1878 ميلادية. وكان قد ندب لإدارة مدارس الروم بدمشق، فأنشأها إنشاء جديداً، وظل يديرها ويعلّم فيها – أحياناً – على مدى ثلاث وثلاثين سنة.
و كان الياس القدسي لغوياً وأديباً وشاعراً وكان باحثاً بالتاريخ. وكان المرجع الأول بدمشق في اللهجة العامية، وله نحو عشرين قصة تمثيلية طبع بعضها، وقد جمع طائفة من الأمثال الدارجة بالعربية وقابلها بما يماثلها في اللغات الأوروبية. وكان من أبحاثه: مقابلة بين اللغة اليونانية القديمة واللغة العربية والبرهان على اشتراك اللغتين في بعض الاشتقاقات، وكان ولع بالشعر العامي، وقد نظم فيه بعض النوادر والوقائع، ويدخل فيما نظمه في مجلدين لم يطبعا، وله نوادر وفكاهات من أحاديث الحيوانات باللغة العربية الدارجة، طبع هذا بدمشق في العام 1912 و توفي في دمشق سنة 1926 وترك لنا المخطوط من أعماله والمنشور .