ساطع الحصري

مفكر سوري وأحد مؤسسي الفكر القومي العربي، وهو أحد الدعاة والمصلحين القوميين الذين زخر بهم المشرق العربي ممن تبنوا الدعوة إلى القومية العربية.

ولد في صنعاء باليمن و كان أبوه موظفاً فيها، ثم درس في المدارس التركية و تخرج فيها ونال عدة وظائف تعليمية و ادارية، وكان مديراَ لدر المعلمين في اسطنبول، ثم عين محافظاً لبعض الولايات في البلقات، و كانت نزعته طورانية تركية بحتة، وعمل مع جمعية الاتحاد والترقي، وقد نشر عدة مقالات في الدعوة إلى الطورانية و التتريك في مجلة(تورك أوجاني) بتوقيع: م ساطع، أي مصطفى ساطع، ثم انقلب بين عشية وضحاهاٍ ليصبح رائداَ من رواد القومية العربية الاشتراكية وكانت في لغته رطانة. وشغل عدة مناصب في بلاط السلطان عبد الحميد الثاني حتى سقوط دولة الخلافة العثمانية ثم رحل إلى دمشق عام 1919.

تولى في دمشق منصب وزير التعليم وعمل على وضع مناهج التعليم العربية و كانت له علاقات مع كبار المفكرين و العلماء في سوريا إلى أن خلع الملك فيصل الأول عام 1920م.
في هذه الفترة أبعد ساطع الحصري بعض علماء الدين عن التدريس فكان منهم الشيخ أبو السعود بن ضيف الله مراد فغضب الشيخ أبو السعود غضباً شديداً وهجاهُ ببيتين من الشعر قائلاَ:

 ساطع اظلم لما      وسد الأمر اليه
خسف الدين بجهل    لعنة اللله عليه

وعندما وقع البيتان بيد الحصري أغرق بالضحك واحتفظ بالبيتين وجعل يرددهما على مسامع رواده وأصدقاءه، ثم ولي الملك فيصل الأول على عرش العراق وجاء معه ساطع الحصري، وعينه معاوناً لوزير المعارف ثم مديراً للآثار وتولى إدارة دار المعلمين العالية في بغداد، وكان الحصري علمانياً فلم يبد اهتماما بدروس الدين في المناهج المدرسية، بل جعل درس الدين لا قيمة لهُ، وكتابه (القراءة الخلدونية) للصف الأول الابتدائي لا تجد فيه كلمات عن (الله، الرسول، كعبة، قرآن، قبلة، صلاة) وغير ذلك من الألفاظ الإسلامية، وفي سنة 1923م أحتج المعلمون في بغداد على سلوك الحصري وقدموا مذكرة للملك فيصل الأول، ثم نشروا كراساً بعنوان "سر تأخر المعارف"، ولكن الملك كان يلزم وزارة المعارف بأوامر ساطع الحصري ولم يهتم بآرائهم.

ثم اشتدت الخصومة بين الحصري وفهمي المدرس وقد وقف الحصري ضد جامعة آل البيت وكتب المدرس عدة مقالات حول مسألة الجامعة، ولكن بقي الحصري مسؤولاَ عن التعليم في العراق وعلى تطوير مناهج التعليم فيها، وظل يدعو إلى فكرة القومية العربية إلى أن قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941م.

إثر قيام ثورة رشيد عالي الكيلاني قام الانكليز بنفي ساطع الحصري إلى حلب فتسلل منها إلى بيروت حتى عاد مرة أخرى إلى دمشق عام 1944 حيث قامت الحكومة السورية المستقلة بتكليفه للعمل كمستشار لصياغة انظام التربوي و التعليمي في البلاد و اهتم بالفكر القومي و بتطوير مناهج التعليم. عين مديراَ لمعهد البحوث و الدراسات العربية في القاهرة عام 1953م.
أصدر (حوليات الثقافة العربية) في ستة مجلّدات وأصدر كتبه التي تردُّ على دعاة الإقليمية والنعرات الطائفية وتدافع عن القومية العربية واتسعت مؤلفاته التي تتناول الدعوة إلى فكرة القومية العربية إلى أكثر من عشرين مؤلفاَ من أهمها::

حول القومية العربية *

آراء وأحاديث في القومية العربية 1944 *

آراء وأحاديث في الوطنية القومية 1951 *

دفاع عن العروبة *

يوم ميسلون  *

العروبة أولاً *

دراسات في مقدمة ابن خلدون (في جزئين)) *

تابعنا