- إدارة الصف المدرسي

إدارة الصف المدرسي:
تعتبر إدارة الصف المدرسي عنصراً مهماً من عناصر العملية التعليمية للمعلم إن المعلم الذي لا يستطيع إدارة صفه لا يستطيع إدارة شيء آخر. فالحكم على انجازات المعلمين في أدائهم لعملية التعلم مرتبط بإدارة الصف المدرسي و ضبطه. ولا شك بأن هناك علاقة وثيقة بين مفهوم إدارة الصف و ضبطه من خلال تركيز الإدارة على استغلال كل طاقات التلاميذ بشكل عام وكذلك من خلال كون الوقت موردا نادرا لا يمكن إحلاله أو تراكمه أو إيقافه.و بالتالي يفترض أن يُستغل بشكل فعال لتحقيق الأهداف المحددة في الفترة الزمنية المعينة لذلك.
إن عملية إدارة الصف لا تتوقف عند حفظ النظام و الانضباط بل تتعدى ذلك إلى مهام و أعمال أخرى كثيرة، فإدارة الصف تشتمل على جوانب كثيرة منها:

1- حفظ النظام:
يحتاج المعلم و التلاميذ إلى جو يتسم بالهدوء حتى يتم التفاعل المثمر فيما بين المعلم و التلاميذ من ناحية وبين التلاميذ أنفسهم من ناحية أخرى. ذلك التفاعل الذي يكون نتاجه التعلم كهدف رئيسي للمؤسسة التعليمية. إن حفظ النظام لا يعني الصمت التام الذي يكون مصدره الخوف من المعلم, بل الهدوء و النظام الذي ينبع من رغبة التلاميذ أنفسهم في أن يتعلموا و أن يستغلوا كل فرصة تتاح لهم للتقدم و النمو مما يجعل حفظ النظام قائماً على أساس الاحترام المتبادل بين المعلم و تلاميذه و بين التلاميذ أنفسهم.

2- توفير المناخ العاطفي و الاجتماعي:
يصعب على المعلم أن يدير صفاً دراسياً لا تسوده علاقات إنسانية سويّة و مناخ نفسي واجتماعي يتسم بالمودة و الوئام. فالمناخ العاطفي شيء يصعب وصفه و لكن يمكن الإحساس فيه بمجرد دخولك إلى الصف. وكلما تقدّم التلاميذ في السن و في المرحلة الدراسية كلما أصبح بالإمكان تكوين جماعات صداقة و عمل. وعلى المعلم ألا ينزعج من ذلك بل عليه أن يسعى إليه و يشجعه.و لاشك في أن المعلم ليس في معركة مع تلاميذه حتى يخشى تضامنهم وتآلفهم.
إن التعاون يجب أن يسود بين تلاميذ الصف فيساعدون بعضهم بعضاً و يتحدثون فيما بينهم بحسب قدرت كل واحد منهم و إمكاناته مع توفير فرص التنافس بين التلاميذ أنفسهم. إن دافعية التلميذ تزداد نحو التعلم و الإنجاز إذا شعر بأنه عضو فاعل في الجماعة و الانتماء الاجتماعي من الدوافع الهامة للتعلم.

3-  توفير الخبرات التعليمية:
مهما كان المعلم ودوداً مع تلاميذه حريصاً على توفير أقصى درجات الراحة لهم فإنه لن يكون معلماً ناجحاً لهم إذا لم يُشعِر هؤلاء التلاميذ أنهم يتعلمون في كل يوم وحصة و لحظة أشياء جديدة و هذا لا يكون إلا بتوفير العديد من الخبرات التعليمية المتنوعة وحسن التخطيط  لها ومتابعة التلاميذ و توجيه أدائهم و مراعاة الفروق الفردية بينهم.

4- ملاحظة التلاميذ و متابعتهم وتقويمهم:
إن معرفة المعلم لتلاميذه من حيث خبراتهم العلمية والاجتماعية ومستويات النضج و التهيؤ التي تم تحقيقها في مرحلة سابقة وإلمامه بمدى التقدم الذي أحرزه التلاميذ في المجالات التي يدرسونها و المهارات التي يتدربون عليها.تعتبر كل هذه الحالات من أساسيات و مقومات الإدارة الناجحة للصف المدرسي. و يمكن للمعلم قياس استعدادات التلاميذ و نموهم وتحصيلهم الدراسي في إطار التعليم النظامي للمؤسسة التعليمية باستخدام أنواع التقويم المختلفة للتعلم .

5- تقديم تقارير عن سير العمل:
إن كل عمل يقوم به المعلم مهما كان طبيعة هذا العمل يشكل في حقيقته جزءاً إدارياً لا غنى عنه. و المعلم في أدائه لعملية التعليم يحتاج إلى كشوف بأسماء التلاميذ من أجل رصد الحضور والغياب و تسجيل الدرجات و التقديرات التي يحصلون عليها وكتابة التقارير التي تقدم للإدارة المدرسية من أجل التأكد من سير العملية التعليمية التعلمية في المدرسة و مدى تقدمها.

تابعنا