- استخدام الحاسوب في العملية التربوية

أصبحت الحضارة الإنسانية تتسم بالتغير السريع المتلاحق في المعارف وازدياد تطبيقاتها التكنولوجية كما ونوعا مما نتج عنه تغير في معايير تقييم المجتمعات وفقا لمدى الارتقاء التكنولوجي والمعلوماتي وعلوم المستقبل للتحول من مجتمعات هامشية مستهلكة إلى مجتمعات منتجة متحررة من الملكية الفكرية عن طريق التأكيد على مستويات الإتقان ومعايير الجودة التعليمية والتوظيف الجيد للتكنولوجيا . 

تسعى دول العالم أجمع – المتقدم منها و النامي – إلى تطوير مظاهر العيش فيها و إذكاء روح النمو الشامل بين الأفراد و الجماعات من مواطينها. و توطيد اتصالها بما يعيشه العالم من تغيرات متسارعة وهذا يتطلب اللهاث في طلب العلم على اعتبار أن طلب العلم فريضة ، و في الأخذ بأسباب التطبيقات العلمية، و هو امتداد للفريضة، و في إشاعة الروح العلمية بأبعادها النظرية و التكنولوجية، و هي سنة تتوارثها أجيال الأمم، و أمر تفرضه الثورة العلمية والتكنولوجية التي من أهم مظاهرها التقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصالات و التطبيقات الأخرى الجبارة على الأرض و في الفضاء لنظريات السيبرنطيقا CYBERNETICS و نظريات الاتصال الأخرى .

لقد اصبح استخدام الحاسوب ضروريا في حياتنا وما نشاهده من تطور هائل وسريع في تكنولوجيا المعلومات ما هو إلا دليل على أهمية استخدامه ، إذ لم يعد هناك حقل من حقول المعرفة إلا والحاسوب يلعب الدول الأكبر فيه .

و ليس من شك أن الكمبيوتر قد نال حظاً وافراً من الاهتمام بين المتخصصين و غير المتخصصين، بين المنظرين و المطبقين، بين الساسة و العسكريين، بين علماء النفس و علماء الاجتماع، بين المربين أصحاب الفلسفات المختلفة و بين المنفذين في مدارس التعليم الرسمي وغير الرسمي ، و لعل مرد ذلك الاهتمام أن الكمبيوتر بأشكاله المختلفة و إشكالياته قد غزا كل بيت عن رضا أهله أو بالقصر، و في كافة شؤون حياة الناس الخاصة و العامة، مما يتطلب توافر حد أدنى من المعرفة لكل فرد، تحدده أساليب استهلاكه للآلات الكمبيوترية و أسباب استهلاكه لها و مداه، و المتغيرات المجتمعية من حوله في هذا المجال، و دعا ذلك دول العالم المتقدم أن تعالج مصطلحاَ جديداً هو الأمية الكمبيوترية COMPUTER ILLETRACY (2)

و من الجدير بالذكر أن الكمبيوتر الشخصي قد انتشر انتشاراً متسارعاً بالنسبة للأجهزة الأخرى الأكبر حجماً و الأغلى سعراً، ففي السنوات العشر الماضية مثلاً وصل عدد أجهزة الكمبيوتر الشخصي في العالم إلى 300 مليون جهاز. و قد وصلت المبيعات في الشرق الأوسط وفقاً لإحصائيات عام 1997 إلى قرابة المليار و نصف دولار.

إن استخدام الحاسوب في الحياة أمر لا جدل فيه فهو يستخدم الآن في المؤسسات التجارية والبنوك والدوائر العامة والمصانع والمتاجر ومكاتب البريد والسياحة والسفر وغيرها

إن استخدام الحاسوب في عمليتي التعلم والتعليم تعد من احدث المجالات التي اقتحمها الحاسوب ومن المعروف إن المعلمين يقومون دائما بالبحث عن وسائل تعينهم على أداء وظائفهم التعليمية من اجل الوصول إلى تعليم افضل فتارة تستخدم الصور الملونة وتارة تستخدم الأشكال المجسمة كما تستخدم السبورات والكتب وبعض الأجهزة البسيطة وفي السنوات الأخيرة ظهرت بعض الأجهزة الحديثة مثل أجهزة التسجيل والميكروسكوب والتلسكوب وأجهزة الإسقاط الخلفية والأفلام التعليمية وأجهزة العرض السينمائي وأجهزة التلفزيون التعليمي وغيرها ورغم تعدد هذه الوسائل وتنوعها فأن كل وسيلة تخدم هدفا محددا وقد تكون هذه الوسائل معقدة في تركيبها واستخدامها في بعض الأحيان كما أنها مرتفعة الثمن مما أدى إلى إحجام الكثير من المدارس على شرائها واستخدامها .

وفي السنوات الأخيرة بدأ استخدام الحاسوب في عمليتي التعلم والتعليم في الدول المتقدمة والحاسوب ليس مجرد وسيلة تعليمية بل هو عبارة عن عدة وسائل في وسيلة واحدة كونه يقوم بوظائف جديدة يعجز عن تحقيقها بأي أسلوب أخر فهو يوفر بيئة تعليمية تفاعلية ذات اتجاهين ويعتبر الحاسوب مدخلا أو منهجا في مجال تعليم وتعلم مختلف الموضوعات الدراسية ومع تطور أجهزة الحاسوب ونظريات التعلم والتعليم تطور هذا المدخل وأصبح ظاهرة لمدلولاتها ومبرراتها وآثارها في عمليتي التعلم والتعليم .

تابعنا