- كلمة وزير التربيـــة في أعمال الدورة الحادية والأربعين للمؤتمر العام لليونسكو

كلمة الدكتــور دارم طباع وزيــــر التربيـــةرئيس اللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافةفي أعمال الدورة الحادية والأربعين للمؤتمر العام لليونسكو المنعقدة في مقر المنظمة بباريسخلال الفترة: 9– 24 تشرين الثاني 2021م
السيدات والسادة رؤساء وأعضاء الوفود...
لاشك أن الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة يمتلك أهمية خاصة لأنه يرتبط مباشرة بمستقبل أجيالنا ورؤيته للحياة. وكم كنت سعيداً وأنا أسمع أمس إعلان باريس للاستثمار بالتربية من أجل مستقبل أفضل،
ما أجمل هذا النداء الإنساني عندما يأتي من قادة العالم ليشجع أبناء الجيل على التعلم، وما أبشع تلك النداءات التي تأخذ أبناء الجيل إلى الحروب والموت بعيدا عن أوطانها التي من واجبها أن تدافع عنها.
في سورية اليوم وإرادة الشعب وقوة الحكومة وقيادة الرئيس بشار الأسد يجلس أربعة ملايين طفل وشاب من الجنسين على مقاعد الدراسة، ولدينا 13500 مدرسة تفتح أبوابها كل صباح لاستقبال المتعلمين. ويعمل الجميع في بلادي على ترميم المدارس التي دمرها الإرهاب الذي تحدث عنه بالأمس السيد ماكرون واعترف أن المدرسة كانت الضحية الأولى للإرهاب في جميع الدول التي انتشر فيها الارهابيون الظلاميون، ومع ذلك لم يتوقف التعليم لحظة واحدة في بلادي، وتقوم الحكومة كل يوم بتدشين مدرسة جديدة ليعود الطلاب المساكين الذين حرموا من التعليم بسبب الإرهاب إليها.
عشر سنوات من الحرب ونحن نستثمر في التعليم، وأبناؤنا داخل وخارج سورية يثبتون قدرتهم على تحدي كل الصعاب والاستمرار في التعليم، وفي كل عام يدخل نصف مليون طالب وطالبة إلى امتحانات الشهادات العامة ويتخرجون ليدخلوا إلى الجامعات أو سوق العمل بجدارة لامثيل لها، وتعترف معظم بلدان العالم التي استقبلت هؤلاء الشباب الذين انتشروا حول العالم بسبب الحرب والهجرة كيف استطاعوا أن يخلقوا قصص نجاح رائعة في البلدان التي هاجروا إليها وكذلك فعلوا في بلدهم سورية.
هذا هو الاستثمار في التعليم، أن نبني الجيل القادر على تحمل مسؤولياته في بناء مستقبله ومستقبل أمته ومستقبل كوكبه. وعندما نصنف جودة التعليم في سورية علينا أن ننظر إلى أعداد الشباب المثقف المتعلم الذي يشغل مواقع العمل في جميع أرجاء العالم بهمة وكفاءة عالية، لا أن ننظر إلى أسباب الرفاهية التي أتيحت في البيئة المدرسية لنصنف التعليم من خلالها، فمخرجات التعليم هي التي ينبغي أن يصنف التعليم من خلالها. والبيئة التعليمية السورية لم تتراجع لحظة واحدة خلال الحرب الشرسة التي تعرضت لها بلادي أو خلال جائحة كورونا. لذلك أتمنى أن تكون التجربة السورية محط اهتمام ودعم عالمي لنثبت مصداقية المجتمع الدولي في رغبته الحقيقية في دعم التعليم ليكون ركيزة أساسية للتعليش السلمي بين الأمم كما ينادي إعلان باريس، ونتفرغ للعمل معا على معالجة مشكلات كوكبنا الهامة من تغير مناخي وتدهور بيئي وغيرها من معوقات التنمية المستدامة التي قد لاتبقي للأجيال القادمة فسحة من الأمل.
متمنياً لجهودكم النجاح والتوفيق

تابعنا