
سؤال:
لكن ما هي المشكلة مع الأكراد سيادة الرئيس حتى قبل الحرب؟ أين تكمن المشكلة معهم؟
الرئيس الأسد:
هذه المجموعات منذ عقود، مع أننا وقفنا معها، وكدنا ندفع الثمن في عام 1998 بصدام عسكري مع تركيا بسببها، ولكننا كنا نقف معهم انطلاقاً من الحقوق الثقافية لهذه المجموعات، أو لهذه الشريحة. بماذا تتهم الدولة السورية؟ تتهم الدولة السورية بأنها شوفينية، وتتهم أحياناً حزب البعث بأنه حزب شوفيني، مع أن موضوع الإحصاء الذي تم في عام 1962 لم يكن حزب البعث حينها موجوداً في السلطة، ونتهم بأننا نحرم هذه الشريحة من حقوق ثقافية. دعنا نفترض بأن هذا صحيح، هل يمكن أن أكون أنا كشخص منفتحاً ومنغلقاً بالوقت نفسه؟ لا يمكن. هل يمكن أن تكون الدولة متسامحة أو منفتحة بالوقت نفسه، ومنغلقة أو غير متسامحة أو غير منفتحة بوقت واحد؟ هذا الكلام غير ممكن. لنأخذ مثالاً من هي آخر شريحة انضمت للنسيج السوري؟ هي الأرمن. الأرمن كانت أولاً شريحة وطنية بامتياز، هذا موضوع أثبتته الحرب بشكل قاطع، وبالوقت نفسه هذه الشريحة لديها جمعيات خاصة.. لديها كنائس خاصة، والأكثر حساسية أن لديها مدارس خاصة.. وإذا حضرت أي احتفال أرمني، عرساً أو غير عرس -وأنا لدي أصدقاء أرمن وكنت أحضر احتفالاتهم في مراحل سابقة- ستجدهم يغنون أغانيهم التراثية، ولكن بعدها يغنون الأغاني الوطنية ذات البعد السياسي. هل هناك حرية أكثر من ذلك؟! وهذه الشريحة هي أقل شريحة من أرمن العالم ذابت في المجتمع، هي اندمجت ولكنها لم تذب حافظت على كل خصائصها. لماذا نكون منفتحين هنا وغير منفتحين هناك؟ لأن هناك طروحات انفصالية، هناك خرائط تسوّق بأن هذه “كردستان سورية” وهي جزء من كردستان الكبرى. هذا حقنا، من حقنا أن ندافع عن وحدة أراضينا وأن نكون حذرين من الطروحات الانفصالية، ولكن لا توجد لدينا مشكلة مع التنوع السوري، بالعكس التنوع السوري هو تنوع جميل وهو تنوع غني وهذا الغنى يعني قوة. الغنى والتنوع شيء، والتقسيم والانفصال وتفتيت البلد شيء آخر، شيء مناقض.. هذه هي المشكلة.
سؤال:
استكمالاً سيادة الرئيس لفكرة العيش مع بعض، مرّ في جوابكم أنه يجب أن نعيش مع بعض في النهاية، فكرة العيش مع بعض.. ليست فقط المشكلة بالنسبة للمكون الكردي، هناك مجاميع بشرية موجودة في مناطق متعددة كانت خارج كنف الدولة السورية لسنوات في الفترة الماضية، ماذا عن هؤلاء؟ ما هي خطة الدولة بشأنهم ليعودوا فعلاً لفكرة هذا العيش المشترك وخاصة الأطفال منهم، جيل سورية القادم.. ما هي الخطة بشأنهم؟
الرئيس الأسد:
فعلياً المشكلة هي مع الأطفال بالدرجة الأولى ومع الجيل الشاب بالدرجة الثانية، أي مشاكل عدة، واحدة منها أن هذا الجيل لا يعرف ماذا تعني دولة وقانون. لم يعش في كنف الدولة وإنما عاش في كنف مجموعات مسلحة، لكن التأثير الأسوأ والأخطر هو على الأطفال الذين البعض منهم لم يتعلم اللغة العربية في بعض المناطق. البعض منهم تعلم مفاهيم خاطئة قد تكون مفاهيم متطرفة أو مفاهيم ضد الدولة، أو مفاهيم ضد الوطن وغيرها من المفاهيم التي طُرحت خارجياً وكُرّست لهم في مناهج رسمية. هذا الموضوع كان الحديث الأساسي خلال الأسابيع القليلة الماضية وخاصة خلال الأيام القليلة الماضية، لأن دخول الجيش السوري إلى مناطق واسعة دفعة واحدة في المناطق الشمالية أظهر هذه المشكلة، ولكن على نطاق واسع. الآن هناك وزارات.. وخاصة وزارة التربية وأيضاً وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية يقومون بدراسة هذا الموضوع، وأعتقد أنه سيصدر بيان وحلّ -ولو بالعموميات بالمرحلة الأولى- ولاحقاً تتبعه إجراءات إدارية من أجل استيعاب كل هؤلاء في نظام الدولة السوري، أي: من سيلتحقون بخدمة العلم؟ من سيلتحق بالشرطة؟ من سيتابع دراسته بالمدارس؟ شخص أصبح عمره مثلاً اثني عشر عاماً كيف نتعامل معه؟ هو لا يعرف شيئاً عن المنهاج السوري، وبالتالي لا بد أن يتابع المنهاج السوري الوطني. الشيء نفسه لمن كانوا في المرحلة الابتدائية.. فأعتقد أن الحل بأن نستوعب الجميع ضمن المنظومة الوطنية، ولكن لابد من إجراءات خاصة من أجل إعادة دمجهم بهذه المنظومة، وأعتقد خلال أيام ربما نكون أمام تصوّر ما