
فالإعاقة في التفكير وليست في الجسد، مقولة أثبت صحتها العديد من التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين استطاعوا كسر المألوف والسير في طريق مليء بالتحدي والاصرار، للوصول إلي أهدافهم وتحقيقها ،وبمناسبة الاحتفال بيوم الاعاقة العالمي أقيمت صباح يوم الأربعاء في مدرسة الشهيد محمود مصطفى بدمشق فعالية بعنوان "وسع السما". شملت معرضا فنيا تضمن لوحات وأشغال يدوية متقنة من نتاج التلاميذ، وعروضا غنائية وتمثيلية جمعت بين التلاميذ الأصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة. وأظهرت الفعالية حجم الطاقات والمواهب التي يمتلكها هؤلاء التلاميذ ، ودورها في تسهيل عملية دمجهم في المجتمع ، حتى يكونوا فاعلين وغير منعزلين. وشهدت الفعالية حضور نقيب معلمي دمشق عهد الكنج و مديرة البحوث في وزارة التربية سبيت سليمان، ومعاون مدير التربية للتعليم الأساسي في مديرية تربية دمشق رنا موصللي و رئيسة دائرة البحوث في تربية دمشق الهام محمد وعدد من المرشدين النفسيين وأولياء أمور التلاميذ. وأوضحت سبيت سليمان مديرة البحوث في وزارة التربية أن الوزارة تعمل على مشروع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة منذ سنوات ايمانا منها بأهمية استثمار طاقاتهم ودورهم المستقبلي ، مشيرة إلى حق هذه الشريحة من الأطفال في التعليم الجيد أسوة ببقية أقرانها . ولفتت إلى خطة وزارة التربية التي تتضمن التوسع في المدارس الدامجة، كاشفة عن وجود 150 مدرسة دامجة في أنحاء سورية. وأضافت سليمان أن مشروع الدمج يساهم في اشراك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في بناء المجتمع وتحقيق التفاعل الجيد مع الأقران ، مشددة على ضرورة الابتعاد عن النظرة النمطية تجاههم. كما بينت أن الاحتفال بيوم الاعاقة العالمي يأتي في سياق توضيح بعض المفاهيم حيال التعامل مع الاعاقة وتفاديها، وتحويل الاعاقة الجسدية الى طاقة ذهنية وتفعيل قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة ومواهبهم فالشخص يقاس بمايقدم وليس بما لديه من مشكلات .
من جانبها قالت رنا موصللي معاون مدير التربية لشؤون التعليم الأساسي أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هم طاقة متجددة ، نستطيع الاستفادة منها حينما يتم توجيهها بالطريق الصحيح. وبينت موصللي أن هؤلاء التلاميذ يمتلكون الكثير من الامكانات الدفينة المثمرة ، لافتة الى ضرورة تفاعلهم مع أقرانهم حتى يستطيعوا تحقيق قفزة في تحقيق المستقبل الذي يأملونه . وأشادت موصللي بجهود المرشدين الاجتماعيين ومعلمي المصادر وأهمية التشبيك مع أولياء الأمور وانعكاس تعاونهم مع ادارات المدارس ، ودائرة البحوث في مديرية تربية دمشق بشكل ايجابي على التلاميذ. بدورها اعتبرت الهام محمد رئيسة دائرة البحوث في مديرية تربية دمشق أن أهمية الفعالية تتجسد في الوقوف على بعض الانجازات وقصص النجاح في المدارس الدامجة بدمشق والتي بلغ عددها 13 مدرسة وروضتين ، والاضاءة على الطاقات والمواهب التي يمتلكها هؤلاء الأطفال. ورأت محمد أن لمسات التلاميذ واضحة على بعض اللوحات وقد ساعدت برسم البسمة على وجوههم، مشيرة الى ضرورة الاحتفاء بهذه المواهب وتسليط الضوء عليها، والتعرف على نقاط النمو والتطور لدى هؤلاء التلاميذ للتأكد من أن عملية الدمج تؤتي ثمارها باستمرار. بغض النظر عن توقيت يوم الاعاقة العالمي . وبينت محمد أن الدمج هو دمج تعليمي ودمج نفسي في الوقت نفسه ،مؤكدة أن الاحتفالية تعد إحدى المؤشرات على تحقيق بعض أهداف الدمج الاجتماعي. كما رأت محمد أن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ليس لديهم مشاكل وانما نحن من نضع المشاكل في طريقهم ، عبر النظرة السلبية لهم. من جانبها أوضحت نهلة طبلية المرشدة الاجتماعية بمدرسة نبيل نقرور وأحد المنظمين للفعالية أن الهدف من الفعالية هي اكتشاف الطاقات والمواهب لدى التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة الى أن بعض اللوحات تنبىء بمستقبل واعد لهم في مجال الرسم. وأملت طبلية أن تكون الفعالية قدساهمت برسم البسمة وادخال السعادة إلى قلوب التلاميذ ، وأولياء أمورهم. وفي ذات السياق عبرت نور قنواتي والدة التلميذ أنس والذي يعاني من التوحد وأحد المشاركين في الفعالية في مجال الرسم، عن سعادتها ازاء مشاركة ابنها في هذه الفعالية ، كاشفة أن موهبة الرسم ساعدت ابنها على تحسين التواصل البصري وتنمية شخصيته. كما أثنت على دور المعلمين والمرشدين في تنمية موهبته ، واستغلال طاقته ، ولفتت الى أنها اكتشفت موهبة الرسم لدى أنس في عمر السنتين والنصف حيث كان يعبر خلاله عن رغباته وسلوكه .